حصاد الرياضي : يبدو أن خارطة العالم تتغير بسرعة البرق سياسيا واقتصاديا ورياضيا، ففي الأولى لم تعد “البعبع أمريكا” الدولة الوحيدة في الإمساك بخيوط اللعبة، بوجود التنين الصيني، والدب الروسي، وفي الثانية انكشفت القارة العجوز أوروبا بأنها (أوهن من بيت العنكبوت)، جراء الأزمة الروسية الأوكرانية، والثالثة بعد فوز الأخضر السعودي على التانجو، بقيادة ميسي ورفاقه، وتعطيل الكمبيوتر الياباني انضباطية الألمان بالملعب وخارجه في مونديال قطر 2022، ولا يعتبر ذلك إلا دليلا على تغير خارطة العالم في كل المضامير.
@ نترك السياسة والاقتصاد لأصحاب الاختصاص، ونبقى مع معشوقة الشعوب “كرة القدم”، التي ابتسمت في المونديال الحالي لثلاثة منتخبات عربية بصورة متفاوتة، وأخفق أصحاب الضيافة فقط في استكمال لوحة الفرح العربي، عندما خسر العنابي في المباراة الافتتاحية أمام الإكوادور بهدفين دون رد.
@ فتح الأخضر الشهية العربية في المونديال العالمي العربي بفوز تاريخي على الأرجنتين، أبهر العالم بأسره، وتغنى القاصي والداني بانتصاره وأدائه وتألقه، وحرفنة نجومه، وكتب التاريخ أن ميسي “الظاهرة الكروية في الألفية الجديدة” عجز أمام الصقور الخضر في أن يحرك ساكنا، بعد أن كان منتخب بلاده صامدا خلال 36 مواجهة لم يهزم.
@ فوز الأخضر حرك المشاعر العربية من المحيط إلى الخليج في احتفالات عفوية بكل عواصم لغة الضاد، ولم تحتج تلك الأفراح لعدسة الإعلام، ولا لكاميرات التلفاز، وتكفل بها في العصر الحديث “السوشيال ميديا” بتغطية عفوية غير معلبة، وبدون وجه سياسي، لنتذكر بعد سنوات طويلة من النسيان والتناسي أن السعودية هي البيت العربي الكبير، الذي أحب واحتضن الجميع، وأحبته الشعوب العربية بدون مكيجة (إخوان)، ولا عبث الميليشيات، ولا حسد بعض الساسة.
@ المنتخبان التونسي والمغربي أكملا الصورة، ولو بدرجة أقل، بعد تعادل الأول مع الدنمارك، والثاني مع كرواتيا، والأهم أن صورة الفرح العربي ازدانت في برواز المونديال، وكل الأماني في استكمال ألوان الصورة بالوصول إلى الدور الثاني من المسابقة.
محمد المسحل