يعرب ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية عن خيبة أمله أمام تواضع القرارات الصادرة عن القمة العربية – الاسلامية، خاصة بعد التدمير الممنهج واستمرار القصف الوحشي على قطاع غزة، مستهدفا البشر والحجر والمدن والمخيمات والأحياء، ودور العبادة والمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، في إطار التطهير العرقي، مدعوما بالموقف الامريكي ودول الغرب الاستعماري، وتدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين، واختفاء شروط الحياة الإنسانية في القطاع.
صحيح لم يكن منتظرا من القمة؛ الخروج بقرارات عسكرية في مواجهة الاحتلال، ترغم العدو الصهيوني على الانصياع لقرارات الامم المتحدة المتعلقة بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، ليس لعدم مقدرتها على القيام بذلك؛ بل لعدم توفرالإرادة السياسية في مواجهة العدوالصهيوني التوسعي المدعوم من الولايات المتحدة وحلف الناتو. لكن اقلها التلويح بإستخدام اوراق تمتلكها دول منظمة التعاون الإسلامي البالغ عددها 57 دولة. والتي تشكل اقتصاداتها أقوى من اقتصاد الولايات المتحدة،(عند تعادل القوة الشرائية) لفرض حظر تجاري على العدو الصهيوني، بما في ذلك حظر النفط، او قطع العلاقات، واتخاذ الإجرءات الفاعلة لوقف حرب الإبادة على قطاع غزة.
وعلى أهمية قرار كسر الحصارعلى قطاع غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية”، تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري، إلا أن القرار لا يعكس قدرة المؤتمرين على تنفيذه.
أما في الجانب السياسي فإن تأكيد المؤتمرعلى “استحالة تحقيق السلام الإقليمي بتجاوز القضية الفلسطينية أومحاولات تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني”. إذا لم يقترن هذا الموقف بإجراءات عملية ضاغطة على الكيان الصهيوني وعلى كل من (اميركا وبريطانيا وفرنسا) بخطوات عملية ملموسة، يعتبرموقفا شكليا لا قيمة له؛ من دول مطلوب منها استخدام طاقاتها السياسية والاقتصادية لمساعدة الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره كبقية شعوب الأرض. خاصة في ظل تعاظم التأييد الشعبي على المستوى العالمي للشعب الفلسطيني، وإدانة حرب الإبادة، ورفض سياسات حلف الناتو الذي يمعن بالتدخل في مصير قطاع غزة.
فإن ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية؛ يستنكر بأشد العبارات محاولات التدخل في مستقبل الشعب الفلسطيني في القطاع. ويحيي صمود الشعب العربي الفلسطيني ومقاومته الباسلة التي تصدت لهجمات جيش الاحتلال، ورفضه واستنكاره لمحاولات فصل الشمال عن الجنوب في غزة، وفصل غزة عن بقية الوطن الفلسطيني؛ لأن فلسطين قضية واحدة وارض واحدة، ويؤكد على ما يلى:
1- ان مستقبل غزة هو شأن وطني فلسطيني شأنه شأن القضية الفلسطينية بكل أركانها مثله مثل باقي شعوب الأرض، مدعوما من شعوب العالم والدول الشقيقة والصديقة.
2- دعمه للمطالبة بوقف العدوان الصهيوني، وفتح المعابر لتزويد غزة بالاحتياجات اللازمة للعيش، من ماء وغذاء ووقود ودواء وأجهزة طبية.
3- دعوة الدول العربية والاسلامية الى وقف التطبيع مع العدو، وقطع العلاقات مع المحتل وإلغاء الاتفاقات الموقعة معه، وفي المقدمة منها (كامب ديفيد، اوسلو ووادي عربة) والاتفاقيات المنبثقة عنها.
4- مطالبة الجهات الرسمية بالغاء الاتفاقية الأمنية الأردنية – الاميركية، وإغلاق القواعد العسكرية ورفض فتح مكتب للناتو في عمان وذلك رداً على السياسات الامريكية المعادية.
5- تقديره لموقف الاحزاب وشعوب العالم وخاصة في الدول الغربية التي وقفت وقفة تضامنية لا مثيل لها مع غزة رغم القمع والحصار وتقييد حرية الرأي الذي مارسته حكومات تلك البلدان.
عمان في 13/11/2023
ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية